تحية إلى جيش تشرين

للمرة الثامنة والثلاثين نحتضن اليوم ذكرى السادس من تشرين الأول عام 1973 , ذكرى حرب تشرين , ملحمة الجيش العربي السوري التي تحفظها ذاكرتنا وتختزن فصولها صخور الجولان وتجدد كوابيسها في العقل الصهيوني الموبوء بعقد التفوق والقوة الفريدة وتختمر احتمالات استئنافها في محيط عربي ملتهب ما زالت سوريا تشكل فيه عصبه الحي ومؤشره الاستراتيجي وبوصلة نضاله ومازال الجيش العربي السوري يمسك فيه بمعادلة السلم والحرب ومازال السوريون فيه يمثلون خلاصة وعيه حتى وهم في عز محنتهم ويشكلون حائط الصد المنيع ضد المخاطر التي تهدده في مفصل تاريخي تحوم فيه طيور الشر السوداء فوق رؤوس العرب الدائرين في دوامات الأحجيات الثورية .
الجيش العربي السوري الذي عَرف قبل ثمانية وثلاثين عاما كيف يرقص بميمنته وميسرته على ايقاع حرب ضروس هو نفسه الذي يكمل معركته اليوم ويلبس ثياب الميدان ليحارب شكلا آخر من أشكال الغزو الذي تسلل إلى نسيج الوطن مموها بشعارات الحرية ولافتات الهوس الديقراطي وهتافات التظاهر السلمي وبوجوه ملثمة يتنكب أصحابها السلاح الذي يزرع الموت والدمار في شوارع الوطن ويوزعه على معظم المدن السورية توسلا للفوضى وطلبا للنجدة الأطلسية التي اعتادت طائراتها القاذفة وبوارجها الحربية على الفتك بالعرب واحراق بلدانهم عمدا .
لهذا الجيش المنتصر في كل الساحات يرفع السوريون القبعات اعتزازا بسيرته الناصعة التي لاتلوثها ولاتنال منها أراجيف الظلامين الحاقدين
الرحمة لشهدائنا ... والله يحمي سوريا وقائدها