مواضيع جديدة عالشبكة العنكبوتية

بسم الله الرحمن الرحيم

منذ أيام قلائل خلال تقليبي للأوراق الإفتراضية التي تعج بها الشبكة العنكبوتية وقعت عيني على عدد لا بأس به من المواضيع ذات العناوين المنمقة والمقدمات البرَّاقة فما ترددت هنيةً في الولوج إلى مضمونها لعلي أفوز بشيءٍ من جوهرها المكنون،، ولكن ياللأسف كانت المضامين .. على عروشها خاوية،،
والغريب في حقيقة الأمر كون معظم تلك الموضوعات قد أُفتتحت بعبارة " هذا موضوع جميل قرأته في أحد المنتديات وأردت أن أنقله لكم"
بينما واقع الحال يجعلنا نقول: "أحسن الله لك أيها الناقل ... أيُّ جمالٍ في هذه السماجة..؟!!"

ربما لا ينطبق حديثي السابق على كافة المواضيع المنشورة والمنقولة ،، ولكن هذا لا يمنعنا من تبادل وجهات النظر حول وجود بعض الموضوعات الرديئة -عددٌ ليس بالقليل منها- التي لا طائل منها ولا فائدة ترجى من ورائها .
إن عملية نقل وجلب الجديد من الأفكار لا يعدو كونه نسخ ولصق لدى الغالبية العظمى منا، بينما واقع الأمر يتجاوز ذلك لما هو أعمق وأبعد .. فكثيراً ما نجد أن المنقول يعطي تصوراً للخلفية الفكرية والثقافية للناقل إضافةً لكونه دليل مادي ملموس يشير إلى الذائقة التي يحملها المتلقي، والذي سرعان ما يتلقف مثل هذا النوع من المنقولات دون وعي بمثالبها لكونه يثق في ناقلها.

إننا حينما نُغرم بنصٍ ما ونعشقه نُغفل علاته ولا نرى عيوبه، فنجد أنفسنا نسارع بحمله على أكتافنا -وما أخفه من حمل- متنقلين به من مكانٍ لآخر غير آبهين بمحتواه ،، فلا نظرةَ فاحصة لمضمونه ولا تدقيق في مكنونه.
إن مثل هذا النوع من النقل يساهم بشكل أو بآخر في نشر الأوبئة الفكرية سريعا، حيث أن كثيرٌ من الناقلين وللأسف، لا لهم إلا زيادة عدد مشاركاتهم دون النظر للتأثير السلبي الذي سيتركه نشر مثل هذه النصوص،، ففي حين تؤدي بعضها إلى توجيه القراء إلى تبني وجهات نظر محددة، نجد أن بعضها الآخر قد يفرض نوعاً غير لائقا من الطرح .... فلماذا لا نكون مفاتيح للخير مغاليق للشر؟؟؟
ولماذا لا نبدع أفكارنا بأيدينا ونعيد صياغة ماتقع عليه أعيننا ليتوافق مع حقيقة مانؤمن به ونعتقد؟. ولماذا لا نضيف لكل فكرة راقية تعجبنا وتروق لنا بصمتنا الخاصة...؟؟؟

وللإجابة على كل التساؤلات الماضية أقول .. نحن خلاقون ومبدعون وقادرون على إيجاد مكانٍ دافيء يتلقى مواهبنا .. وكل ماعلينا فعله هو التخلي عن عاداتنا القديمة في العطاء .. ولو فعلنا ذلك سيكون لنا ما نصبو إليه.

عذراً للإطالة

الفكرة والمحتوى من كتابات
محمود محي